المؤمن والكنيسة

تقول الكلمة في انجيل متى 16 : 18 " أَبْني كَنِيسَتِي " وكذلك تعلن الكلمة في رسالة كورنثوس الاولى 11 : 18 " حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ " . الانسان كائن اجتماعي وكما يقول علم النفس : الانسان اجتماعي بطبعه يحب حياة الجماعة والشركة مع الجماعة . قال الله في سفر التكوين 2 : 18 " لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ " وكذلك ان الانسان يجد الراحة والامان والرضى في وجوده مع الآخرين الذين يشتركون معه في ميوله واهتماماته . الطريق الممل والموحش يصبح قصيرا ً في رفقة الآخرين والحمل الثقيل يخف برفقة الآخرين الذين يحملون نفس الحمل ومن بين الجماعات الكثيرة التي جمعت الناس معا ً تقف الكنيسة في المقدمة ، فالكنيسة مؤسسة الهية والكنيسة مؤسسة حية . المسيح مؤسس الكنيسة إذ يقول " أَبْني كَنِيسَتِي " . الكنيسة كنيسته هو بانيها ومؤسسها والمسيح هو اساس الكنيسة كما تقول الكلمة في رسالة كورنثوس الاولى 3 : 11 " فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ ، الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ . " . والمسيح هو رأس الكنيسة . وكذلك تقول الكلمة في رسالة افسس 5 : 23 " لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ . " وإذا كانت هناك كنائس كثيرة في العالم لكن الله لا يرى الا كنيسة واحدة تضم جماعة المؤمنين الحقيقيين بالمسيح ، هناك رابطة مزدوجة تربط اعضاء الكنيسة :
1 – محبتهم للجميع
2 – رغبتهم المخلصة في اتباع خطوات المسيح .
وكل من يقبل المسيح مخلّصا ً شخصيا ً يصبح عضوا ً في كنيسة الرب غير المنظورة .
مع ان كلمة كنيسة هي كلمة مسيحية لكنها كانت موجودة قبل المسيحية في عالم الاغريق القديم . كانت هذه الكلمة موجودة ومستعملة وكانت تعني الجماعة . عندما كان المنادي ينادي مجموعة من المواطنين ليجتمعوا في مكان معين لبحث ومناقشة بعض الامور ، كان يُطلق على هؤلاء المجتمعين اسم - كنيسة – وكانت كلمة كنيسة معروفة في العهد القديم . في المزمور22 : 22 يقول المرنّم بالوحي " أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي . فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ. " وكذلك في رسالة العبرانيين 2 : 12 " نرى اقتباس لهذه الآية إذ تقول " قَائِلاً : أُخَبِّرُ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي ، وَفِي وَسَطِ الْكَنِيسَةِ أُسَبِّحُكَ ." أي ان الجماعة هي الكنيسة .
تقول الكلمة في اعمال الرسل 7 : 37 ، 38" هذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي قَالَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ : نَبِيًّا مِثْلِي سَيُقِيمُ لَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمْ . لَهُ تَسْمَعُونَ . هذَا هُوَ الَّذِي كَانَ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْبَرِّيَّةِ ، مَعَ الْمَلاَكِ الَّذِي كَانَ يُكَلِّمُهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ ، وَمَعَ آبَائِنَا . " هنا كلمة الكنيسة تُطلق على شعب الله القديم . والسؤال الآن لماذا نذهب الى الكنيسة ؟ والجواب هو :
اولا – لأن الله اوصانا بالذهاب الى الكنيسة ، وصية واضحة وصريحة من الله تلزمنا بالمجيء الى الكنيسة . نقرأ في رسالة العبرانين 10 : 25 " غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ " وفي انجيل متى 16 : 20 يقول الرب " لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ . " وهنا يتكلم عن الكنيسة .
2 – لكي نمجّد الله بالعبادة : نقرأ في المزمور 22 : 22 ، 23 " أُخْبِرْ بِاسْمِكَ إِخْوَتِي . فِي وَسَطِ الْجَمَاعَةِ أُسَبِّحُكَ . يَا خَائِفِي الرَّبِّ سَبِّحُوهُ مَجِّدُوهُ " . فالجماعة في الكنيسة تسبّح الله ، تعبده وتمجّده .
3 – لكي لا تتقسّى قلوبنا : تقول الكلمة في رسالة العبرانيين 3 : 13 " بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ . ". فالكنيسة الاولى كنيسة الرسل كانت تجتمع كل يوم للعبادة وهذا شيء ضروري لكي لا يقسّى أحد بغرور الخطية . سُئل احدهم : ما هي اعظم خطية ارتكبتها في حياتك ؟ اجاب الانقطاع عن الذهاب الى الكنيسة .
4 – كي ننمي في نفوسنا روح المحبة والاخوة والشركة المسيحية : تقول الكلمة في اعمال الرسل 2 : 42 – 47 كيف كان حضور الاخوة بانتظام ينمي روح الاخوة والشركة : " وَكَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُل ِ، وَالشَّرِكَةِ ، وَكَسْرِ الْخُبْزِ، وَالصَّلَوَاتِ...... وَكَانَتْ عَجَائِبُ وَآيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُجْرَى عَلَى أَيْدِي الرُّسُلِ . وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعًا ، وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكًا.... كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ .....وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ . "
5 – لكي ننمو في الايمان وفي معرفة الرب : هناك علاقة قوية بين النمو والكنيسة لانه لا يمكن للانسان ان ينمو حقيقيا ً إذا انقطع عن الكنيسة .
6 – لكي نكرم الرب بعطايانا : قد تقول : انا ممكن ان اقدم عطايا بدون أن أذهب الى الكنيسة . كلا لانه عندما نكرم الرب بعطايانا فهذا جزء من العبادة وكذلك الرب يركز على العشور كما تقول الكلمة في انجيل متى 23 : 23 " وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ ، وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ : الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ. كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَعْمَلُوا هذِهِ وَلاَ تَتْرُكُوا تِلْكَ." فالمسيح هنا يطالب بالعشور وهي الوسيلة الوحيدة التي قال عنها الرب في سفر ملاخي 3 : 10 "
هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ ، وَجَرِّبُونِي بِهذَا ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ ، إِنْ كُنْتُ لاَ أَفْتَحُ لَكُمْ كُوَى السَّمَاوَاتِ ، وَأَفِيضُ عَلَيْكُمْ بَرَكَةً حَتَّى لاَ تُوسَعَ ."
إذا امتنعت عن الكنيسة تصير مثل الزهور الذابلة الحزينة ، فالكنيسة هي التي تجعلنا منتعشين روحيا ً ، فلنعطي وقتنا للرب .
منقول

الرب يعطينا ان نجتمع فى كنيسته بقلب واحد ونخاف بعضنا على بعض تحت سقف كنيسته