لماذا بكيت يارب

لماذا بكيت يارب

ما ابدع هذا !! مع انه ابن الله أن وبكى فليرسخ هذا فى نفوسنا الى الابد. هو ابن الله الازلى-القيامة والحياة-محى الاموات- المنتصر على القبر - الكائن على الكل إلها مباركا إلى الأبد. ومع أنه سائر فى طريقه لإنقاذ صديقه من قبضة العدو,مع كل هذا قد اشترك فى الحزن البشرى,وتحمل كل عواقب الخطية المرعبه من بؤس وشقاء وحزن ووحشة ومضايقة العدو للعائلة البشرية. لقد تحمل هذه جميعها على روحه فأن وبكى بدموع وأنات تصاعدت من صميم قلبه الإنسانى الكامل.
لقد اختبر الحزن والبؤس الإنسانى,مع أنه شخصه منزه عن الخطية وعواقبها,وعصمته هذه زادته- من محض نعمته- شعورا بالأحزان والأوجاع, كأنها أحزانه وأوجاعه الخاصة!
((بكى يسوع)) .. لم يبك لأجل نفسه بل لأجل الآخرين . بكى بكاء الحنان الإلهى بواسطة عيون بشرية على الوحشة والبؤس اللذين جلبتهما الخطية على العلم المسكين. بكى عطفا على هذه القلوب التى سحقتها يد الموت القاسية.
فليتذكر هذا جميع الحزانى, فيسوع هو هو أمسا واليوم وإلى الأبد. صحيح أن الحال تغيرت , ولكن قلبه لم يتغير((لأنه ليس لنا رئيس كهنة غير قادر أن يرثى لضعفاتنا, بل مجرب فى كل شىء مثلنا بلا خطية)) (عب 4: 15).له قلب بشرى كامل وهو فى عرش العظمة فى الأعالى. وهذا القلب يواسينا فى احزاننا, ويعطف علينا فى تجاربنا, يرثى لنا فى ضعفاتنا, يشاركنا فى كربنا وضيقتنا وتدريبنا, يهب نفسه لكل عضو من اعضائه هنا على الأرض.وكم يجد القلب لذه وحلاوة وطمأنينة فى هذه المواساة. خير لنا أن يصيبنا الحزن ويحيق بنا الآسى لكى نذوق عطف يسوع ((فقالت مرثا ليسوع يا سيد لو كنت ههنا لم يمت أخى)) ولكن لولا الموت لحرمنا مم رؤية الرب يسوع وهو يبكى,ومن الإصغاء إلى أنات قلبه من جراء حزنهما, ومن ذا الذى لا يقول خير لنا أن نحظى بمواساة قلب يسوع فى أحزاننا من أن نفوز بقدرة يده فى حفظنا من هذه الأحزان او إخراجنا منها؟ أما كان خيرا وشرفا ورفعه وبركه للشهود الثلاثة فى دانيال 3 أن يتمشى معهم ابن الله فى اتون النار,من النجاة من الطرح فيه؟ لاشك فى ذلك.
منقول